الأحد، 23 مارس 2008

آلات البذر والزراعة وخدمة المحصول النامى

تعتبرالزراعة المهنة أو الحرفة ألأولى التى مارسها الإنسان على وجه الكرة الأرضية منذ بدأ الخليقة , وحتى ألآن وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها تعتبر الزراعة هى الحرفة الأولى التى تؤمن للإنسان مأكله وملبسه . لأنه وكما هو معروف فإن حرفة الزراعة هى التى توفر للإنسان قوت يومه كما أنها توفر له المواد الأساسية التى يصنع منها ملابسه ليحمى نفسه من الحر والبرد .وكذلك تمد الزراعة الإنسان بالأخشاب والأشجار التى يصنع منها المسكن والمأوى لنفسه.
والزراعة كأى نشاط إنسانى على وجه البسيطة تتطور بتطور التكنولوجيا ووسائل الإنتاج . فبادئ ذى بدء إستخدم الإنسان قواه العضلية فى الإنتاج الزراعى وكان ذلك مجهد له إلى أقصى درجة حيث أن العمليات الزراعيةتحتاج إلى قدرات كبيرة ومن ثم لجأ الإنسان إلى إستإناث الحيوانات و ترويضها ثم بعد ذلك إستخدام هذه الحيوانات كمصدر قدرة لتساعده فى إتمام العمليات الزراعية . إلا أن هذا وإلى عهد قريب لم يكن كافيا لإعطاء الإنتاج المرضى الذى يكفى إحتياج البشر .وبدأ الإنسان يعمل عقله وبقوة حتى ظهرت الجرارات الزراعية كمصدر للقدرة فى المزرعة وظهرة الآلات التى تقوم بإنجاز العمليات الزراعية فى أقل وقت ممكن وبأقل جهد بشرى وتعود على الإنسان بأكبر إنتاج وبأقل تكلفة .
ولم يكن هذا هو نهاية المطاف , ولكن كل يوم يمر نسمع ونرى الجديد والجديد فى مجال المعدات الزراعية وتوالى ظهور الآلات الزراعية التى تقوم بجميع العمليات الزراعية العامة مثل إعداد التربة للزراعة والرى وخدمة المحصول بعد الزراعة ,ليس هذا فحسب بل ظهرة الآلات المتخصصة بمحاصيل بعينها مثل آلات زراعة الأرز (الشتالات) ,وآلات زراعة المحاصيل الدرنية مثل آلات زراعة البطاطس وكثيرا جدا من هذه الآلات المتخصصة , كما ظهرت آلات الحصاد بأنواعها , كما ظهرت الآلات المجمعة والتى تقوم بأكثر من عملية زراعية فى آن واحد مثل آلات الحصاد والدراس والتذرية (الكمباين) وآلات الحراثة والنخطيط والزراعة مع إضافة الأسمدة . وتجرى أبحاث عديدة على قدم وساق لدمج العديد من العمليات الزراعية فى آلة واحدة بهدف توفير الوقت والجهد .ولم تقتصر الآلات الزراعية على معاملات ماقبل الحصاد بل إمتدت إلى مرحلة ما بعد الحصاد مثل آلات التعبئة والتغليف وآلات التدريج وآلات التبريد المبدئى والنقل والتداول .ومازالت الأبحاث مستمرة وما زال الجديد دائم الظهور فى هذا المجال .
إن كنا فى هذا الكتاب سنتناول قسم صغير من أقسام الآلات الزراعية وهو مجموعة الآلات التى تختص بالبذر والزراعة وخدمة المحصول النامى فقط , فيجب هنا أن نوضح أمر مهم , وهو تعريف ماذا يقصد بعملية الزراعة حتى نفهم ماذا نقصد بآلات البذر والزراعة .
المقصود بعملية الزراعة (sowing) أنها فن وضع البذرة فى الأرض بغرض إنباتها ونموها . ولأجل أن نحصل على أعلى نسبة من إنبات البذور يجب أن يتم وضع البذرة على عمق مناسب من سطح التربة ويجب أن يكون غطاء التربة فوق البذرة بالسمك المناسب بحيث لا يكون قليلا فيعرض البذرة للشمس والهواء أو يكون سميكا فيعرقل نمو البذور وظهور البادرات , وأيضا يجب أن يتم كبس التربة على البذرة بحيث نضمن التلامس الجيد بين البذرة وحبيبات التربة وبالتالى نضمن عدم تفقيع البذوز بعد الزراعة والرى .
ولما كانت عملية الزراعة والإنبات تتطلب الأمور السابقة للحصول على معدل إنبات جيد للبذور المنزرعة لذلك كانت هناك ضرورة لتصميم الآلة التى تقوم بهذه المهام بكفاءة ,وبناء على ما سبق ظهرت آلات الزراعة بأنواعها المختلفة مثل آلات زراعة البذور الدقيقة مثل البرسيم والقمح والشعير وهذه تزرع بآلات النثر وآلات التسطير , أما الآلات التى تقوم بزراعة البذور الكبيرة نسبيا مثل بذور الذرة والفول والقطن والفاصوليا –إلخ فهذه الآلات تعرف بآلات الزراعة فى صفوف (يطلق عليها أيضا آلات الزراعة فى خطوط) , وهناك أيضا ألات الزراعة فى جور والتى تقوم بزراعة البذور الكبيرة الحجم نسبيا أيضا ,وفى حقيقة ألامر فهناك العديد من آلات الزراعة الأخرى مثل آلات زراعة المحاصيل الدرنية وآلات الشتل . وأنواع الآلات السابق ذكرها قد تطورت بشكل كبير وأصبح منها أنواع تختلف فى تركيبها ونظرية عملها بهدف الوصول لأعلى إنتاج .
وعملية الزراعة الآلية ليس الهدف منها رفع نسبة الإنبات فقط بل فإن إجراء عملية الزراعة بالآلة تقوم بضبط المسافات بين النباتات النامية بما يمكن من إتمام العمليات التالية بالآلة أيضا(عملية خدمة المحصول بعد الزراعة وعملية الحصاد )
حيث تتحرك الآلات بين خطوط النباتات النامية- حيث يتم ضبط عجل الجرار والآلة بحيث أن تتم هذه العمليات بدون حدوث أى ضرر للنباتات النامية . ويمكن إجمال مميزات عملية الزراعة الآلية فى النقاط التالية .
1- التحكم فى عمق الزراعة المطلوب مع وضع غطاء التربة المناسب على البذور .
2- توفير التقاوى نتيجة التحكم فى معدلات التلقيم مع ضمان إنتظام توزيع البذور على المساحة المنزرعة .
3- زيادة نسبة الإنبات نتيجة لضمان الظروف المناسبة من عمق الزراعة والتغطية والتوزيع المنتظم للبذور على المساحة المنزرعة .
4-ضمان التغطية المناسبة للبذور وبالتالى عدم تعرضها لهجمات الطيور أو سريانها مع ماء الرى .
5- يضاف إلى ما سبق الميزة الهامة وهى إمكانية ميكنة العمليات التالية للزراعة من خدمة للمحصول النامى وحتى عمليات الحصاد .وفى جمهورية مصر العربية تجرى أبحاث عديدة , وترسل الدولة العديد من أبنائها إلى دول العالم المتقدمة للإطلاع على أحدث التقنيات فى مجال الهندسة الزراعية حتى لا نتخلف عن ركب التقدم فى هذا المجال , هذا لا يمنع أن هناك معوقات عديدة فى تطبيق أساليب الميكنة الزراعية الحديثة على أرض مصرنا الغالية سنوضحها فى الجزء التالى . مع شرح وصفى لعديد من التصميمات لبعض الآلات الزراعة وآلات خدمة المحصول النامى والتى يستطيع الطالب من خلالها أن يكتسب الحد الأدنى من الخبرة التى تمكنه من التعامل مع هذه الآلات .

ليست هناك تعليقات: